med_007 المديرالعام
المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 07/02/2009 العمر : 31
| موضوع: المجتمع في الفلسفة الجزء الاول السبت فبراير 07, 2009 11:52 am | |
| I ) مدخل إشكالي:
يمكن تحديد المجتمع بكونه تجمعا للأفراد مهيكلا بواسطة روابط تبعية متبادلة ويتطور وفق شيمات وبهذا المعنى يمكن الحديث عن مجتمعات حيوانية غير أن مفهوم المجتمع عموما قد استعمل باعتباره خاصا بالمجتمعات البشرية فهو يشير إلى هذا الكل الذي تندمج فيه حياة كل إنسان.
وذلك بمعية أنشغالاته ورغباته وأفعاله.
إن المجتمعات البشرية وعلى خلاف المجتمعات الحيوانية ذات دينامية وقدرة كبيرة على التغير والتطور والانتظام من خلال مؤسسات. لكن هذا التحديد لا تني( لا ينفك ، لا يفتأ) يحيل على كثير من المفارقات والتي تكشف أن المجتمع ليس واقعا معطي بل يتضمن بعد إشكاليا، نذكر من هذه المفارقات:
فرد# مجتمع، ثقافي # طبيعي بشري# حيواني
سلطة# تحرر ، تعاقد# ضرورين حرية # قيد
مدني # فطري، اسنجام#تفكك، تأثير # تأثر
تجمع # تشتت، كون # فساد ، تفاهم #اختلاف
حقوق # واجبات، ثابت # متغير
انطلاقا من هذه المفارقات يمكن صياغة الإشكال التالي:
- على أي أساس ينشأ الاجتماع البشري، هل على أساس طبيعي ضروري؟ أو على أساس ثقافي تعاقدي؟
- كيف تتقوى علاقة الفرد بالمجتمع ؟ هل يسمح المجتمع بتحقق ذاتية الفرد أم سلبها ( يمحوها)؟
- وإذا كان المجتمع مؤسسة ينتظم من خلال قواعد ومعايير فكيف يمارس سلطته؟ وما مصدر مشروعية هذه السلطة؟ وما أنماطها؟
II) في نشأة المجتمع:
هدف المحور: أن نتعرف على أساس نشأة المجتمع البشري.
سؤاله الإشكالي: على أي أساس يقوم الاجتماع البشري؟ هل على أساس طبيعي ضروري أم ثقافي تعاقدي؟
1) في الأساس الطبيعي للمجتمع: ( نموذج أرسطو)
بخصوص الأساس الطبيعي لنشأة المجتمع دافع أرسطو عن الأطروحة القائلة بأن الإنسان مدني بطبعه ، أي أن للإنسان قابلية فطرية للاجتماع، فالمجتمع من حيث هو تجمع للناس ضمن جماعة سياسية منظمة بقوانين إنما يندرج ضمن منطق طبيعي حيث يحصل التنامي انطلاقا من الخلية الأسرية من حيث هي اتحاد جنسين مختلفين من أجل الحفاظ على النوع البشري فالقرية باعتبارها اتحادا للعديد من الأسر أو البيوت وأخيرا المدينة بكونها تجمعا للقرى حول مركز إداري مشترك، فإن سيرورة التمركز تتم في شكل نمو عضوي ( طبيعي ) مما يجعل المجتمع شيئا طبيعيا. والواقع أن غاية هذه التجمعات وتحصيل سعادة العيش ضمن الجماعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. إن القول بأن الإنسان حيوان اجتماعي، إنما يبرز أن كمال الإنسان لا يتحصل سوى ضمن الجماعة وبذلك يستجيب المجتمع لحاجة أولية، وميل أساسي لدى الإنسان، فيظهر أن اجتماعية الإنسان هي من الأساس استعداد طبيعي. في السياق ذاته يؤكد ابن خلدون أن الاجتماع البشري أو العمران هو أمر ضروري، من حيث إن الإنسان يكون في حاجة إلى التعاون مع أبناء جنسه من أجل تحصيل الغذاء والدفاع عن النفس، بيد أنه يعتبر ضرورة الاجتماع تجسيدا لإرادة إلاهية في إعمار الأرض واستخلاف الإنسان فيها وهذا ما يمكن اعتباره أساسا لاهوتيا اجتماعيا، لكن إذا كان المجتمع ذا أساس طبيعي، فكيف نفسر تلك التوترات والصراعات الناجمة عن تجمع الناس ، ألا يبدو ذلك متناقضا؟ ومن تم ألا يبرز ذلك إن كان وجود أساس آخر للاجتماع البشري؟
2)في الأساس التعاقدي للمجتمع ( نموذج طوماس هوبز)
حالة الطبيعة | مبرر فيه الانتقال | حالة المجتمع | - حالة حرب مزرية للكل ضد الكل
- سيادة الحق الطبيعي الذي ينتج لكل شخص
أن يفعل ما يشاء لحفظ بقائه
- الأهواء الطبيعية المتمثلة في الهيمنة والخوف الدائم من الموت | المبرر: التخصل من حالة الخوف الدائم من الموت.
الكيفية: تنازل لكل شخص عن سلطته وقواه الخاصة لصالح شخص أو مجلس يتولى في ضمان الأمن والسلام
- غياب المصالح المادية | إنشاء مؤسسة اصطناعية تتمثل في الدولة.
- تنظم العلاقات بين الأفراد وفق قواعد أو قوانين وحفظ المصالح.
|
نستطيع أن نتبين مع هوبز التأكيد على الطابع الاصطناعي للمجتمعات وذلك باللجوء إلى أسس أخرى تتمثل في الميكانزمات الطبيعية للأهواء البشرية ( نقصد الرغبة، الكبرياء، الخوف من الموت) هذه التي تفضي إلى حرب مستمرة لا تدع ولا تضر.
فما هو أولي بالنسبة للطبيعة ليس هو المجتمعات بل نزعة الإثباتات الفردية للقوة، والتي لا يمكنها إلا أن تتعارض وتتصادم فيما بينها وهذا هو السبب في أن لعبة الأهواء الطبيعة إلى التدمير الذاتي للنوع، إذا لم يلجأ الإنسان " لحفظ ذاته" إلى مؤسسة اصطناعية هي الدولة باعتبارها جهازا أعلى ( للإكراهات) الضمنة للأمن والسلام بين الناس في إطار مجتمعات منظمة
تركيب:
مهما كان هناك تعارض بين الأساس الطبيعي والثقافي للاجتماع البشري فإن من شأن هذين الأساسين أن يتكامل على اعتبار أن الإنسان محكوما بالاستعداد أو قابلية فطرية للاجتماع لكن ذلك قد لا يكون كافيا لتحقيق مجتمع منسجم مما يفرض التعاقد حول قواعد وقوانين تحصن المجتمع وتضمن أمنا وسلامة وأفراده لكن كيف تتقوم العلاقة بين الفرد والمجتمع؟
III ) عي علاقة المجتمع والفرد: تحليل نص ص 50 ل إلياس
هدف المحور : أن نتعرف على طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع
سؤاله الإشكالي: كيف تتقوم علاقة المجتمع والفرد؟ هل يسمح المجتمع بتحقق ذاتية الفرد و؟؟؟؟؟؟أم يسلبها؟
صاحب النص: هو عالم ألماني معاصر سوسيولوجي ( 1887-1990)
إشكال النص: كيف تتحدد علاقة الفرد والمجتمع ؟ وهل يمكن للمجتمع أن يوجد بدون أفراد والعكس؟
أطروحته: إن علاقة المجتمع بالأفراد هي علاقة جذلية تلازمية.
العناصر الحجاجية: - يستعرض صاحب النص السجال ( الجدال) Polénique القائم بين من يقول بأسبقية ومرجعية المجتمع ومن بقول بالعكس ، أي بين من يؤكد عل فعالية الفرد ومن يؤكد على إشراط المجتمع.
- إقراره بعلاقة التأثير والتأثر الحاصلة بين الفرد والمجتمع مشبها الفرد بقطعة نقدية منطبعة وفي الوقت نفسه آلة طابعة.
- تأكيده على علاقة التشارك المتبادل بين الفرد والمجتمع لأنهما ليسا جوهرين متمايزين قائمين بنفسيهما.
| |
|