الإطار العام للدرس : يعتبر مفهوم الشخصية بنية مركبة يتداخل فيها العضوي والنفسي والثقافي والتاريخي والمعرفي والإبداعي الشيء الذي يجعلها مفهوما معقدا تتداخل فيه مجموعة من الخطابات تتوزع في نهاية المطاف بين خطاب الفلسفة وخطاب العلوم الإنسانية.
I- من الدلالة إلى الإشكالية :
1) الدلالة الفلسفية : إذا كانت الدلالة العامية لاتفرق بين الشخصية والشخص فإن الفلسفة تميز بينهما باعتبار الشخص على عكس الشخصية يعتبر ذات واعدي مسؤولة أخلاقيا وقانونيا أي ألفاظ لاتنظر إليه من خلال المظاهر الخارجية الملموسة والخاصة وإنما تنظر إليه كبنية عامة ومجردة وثابتة تسبق في وجودها وجود الشخص وتشترط هذا الوجود تتخذ الشخصية إذا طابع متيافزيغي ماهوي، يركز على ما هو واحد وعام تابث ومشترك بينما يحيل الشخصية على كل ماهو معطى خارجي ملاحظ ومتغير خاص ومتعدد رغم مايشترك فيه الفرد من سمات مع الآخرين كما أنها تاريخية لأنها تنمو وتتطور عبر سيرورة زمنية معينة.
2) الدلالة العلمية : أما في العلوم الإنسانية فتنظر لشخصية كبنية دينامية و كأنظمة نفسية واجتماعية يتداخل في تحديدها ماهو بيولوجي وماهو نفسي اجتحا وهكذا يعرفا cardonallport بأنها التنظيم الدينامي للأنظمة السيكوفيزيولوجية التي تحدد تكيف الفرد وبشكل أصيل مع محيطه إن هذا التحديد لشخصية تسعى النظر إليها كبناء دينامي يتمظهر عبر تجليات خارجية إجمالا يمكن تحديد الشخصية المنضومات الثلاث الآتية :
- منظومة الشخص المقصود بها كل الصدمات المميزة للإنسان كذات واعية ومسؤولة أخلاقيا.
المنظومة السيكولوجية، تنظر لفرد كحياة نفسية تنمو وتتطور تبعا لمراحل نموه النفيسي البيولوجي وما يواكبه من تاجارب وخبرات تنعكس على توازنه النفسي المنظومة الإجتماعية، وهو الذي ينظر للفرد في إطار تفاعلها مع محيطه الإجتماعي والثقافي هكذا تتداخل هذه المنظومات في عجلة من شخصية الإنسان بناءا مركب يتأرجح بين الفطري والمكتسب الطبيعي الثقافي فردي والجماعي الذاتي الموضوعي التباين البنوي والمتغير التاريخي الظاهري، الباطني، الحتمية والحرية.
من جملة هذه المفارقات يمكن استخراج الإشكالية الفلسفية لهذه الدرس ما الفرق بين الشخصية والشخص ؟ هل تتحدد الشخصية من خلال المظاهر الخارجية ؟ أم من خلال النظامالإجتماعي أم النفسي أم أن لبناء الشخصية يقتضي تداخل وتكامل هذه الأنظمة 3 ؟ ثم مادى قدرة الفرد لذات واعية وجيزة حسب كانط على تجاوز هذه الإكراهات الموضوعية وبناء شخصية ظحض إرادة تصوره اختياراته الحرة :
II- الشخصية وأنظمة بنائها .
تمهيد : سنعالج في هذا المحور الشخصية فأنظمة بنائها انطلاقا قامت مقاربتين المقاربة الفلسفية التي تنظر للشخصية باعتبارها بنية دينامية تتطور وتبني عبر مختلف مراحل نمو الشخصية.
إشكالية، هل الشخصية نظام تابث غير متغير أم أنها نظام دينامي متطور ؟ كيف يتأثر الإنسان إدراك شخصية انطلاقا مما يمزه لذات واعية وكيف تلعب العوامل البيولوجية والنفسية الاجتماعية دورها في بناء شخصية الفرد ؟ أليست الشخصية منتوج نهائي لتفاعل هذه الأنظمة ؟ .